#################
لم يكد زياد يلمح ذلك الرجل حتى أنسحب بسرعة وهدوء ..
التهمت قدميه درجات ذلك المنزل بسرعة ..
كان يخاف أن تفضحه أصوات أنفاسه الخائفة والمكتومة ..
عاد الى سطح المنزل ..
وأعتلى ذلك السلم بسرعة ..
وعاد الى الغرفة من جديد ..
أحكم هذه المرة أغلاق تلك النافذة من الداخل ..
وفتح الباب وغادر المنزل دون حتى أن يترك أي اجابات او وداع لاصحاب المنزل ..
مارآه كان كافيا لان يجعله يبقى مرعوبا لفترة طويلة ..
لم يكن زياد يعرف مايتوجب عليه فعله ؟؟
هل يبلغ الجهات الامنية عن هذا الموقع ؟؟
نعم أنه الحل الافضل ...
او على الاقل سيشكو هذا الامر الى صديق والده ..
نعم صديق والده رجل شرطة قديم ..
سيحكي له الامر وهو من سيحدد ..
وفعلا لم يتوقف زياد الا امام منزل صديق والده ..
الشرطي خالد ..
رجل عمل كثيرا في سلك الشرطة ..
ورجل متميز ويشيد به الكثير ..
طرق زياد الباب ..
فتح الشرطي خالد الباب ..
واستغرب وجود زياد في مثل هذه الساعة امام منزله ..
دعاه للدخول ..
اعتذره زياد وقال : ياعمي انا جئت اليك في وقت اعلم انه غير مناسب ..
ولكن ..
أحد أصدقائي أختفى في ظروف غامضة ..
وبدأ يسرد له القصة ..
وماراه في ذلك المنزل المهجور ..
كان الشرطي يستمع بأهتمام ..
ولم يكد ينهي كلامه زياد الا وقال له الشرطي أنتظرني هنا ..
التقط الشرطي جهازه اللاسلكي وبدأ يوجه قوة كاملة من رجال الشرطة بالتحرك الى ذلك الموقع المهجور ليستطلعون امر المهندس الميت ذاك وكلبه ..
كانوا يرجون أن يفتش رجال الشرطة ذلك البيت ويجدون ايمن ..
هذه كانت الامنية الكبرى ..
طلب الشرطي من زياد ان يدخل الى منزله حتى تصلهم نتيجة التفتيش بعد ساعتين ..
رافقه زياد وظلا يتبادلان الحوار لفترة طويلة ..
بداية من وقت شراءهما ذلك الحاسوب ..
ومرورا بأختفاء ايمن ثم قصة المنزل ..
مر الوقت سريعا حتى بدأ اللاسلكي الخاص بذلك الشرطي ينادي ..
كان واضحا صوت احد رجال تلك الفرقة العسكرية وهو يحدث هذا الشرطي ..
كان يقول : سيدي تمت مداهمة ذلك المنزل كما طلبت من خلال الاعلى ..
ولكن ياسيدي ..
كان المنزل خاليا تماما ..
ولاوجود للحياة فيه ..
فقط ماوجدناه هو جهاز حاسوب يبدو حديثا ..
ولانعلم كيف وصل الى هنا ؟؟
أنتهت المحادثة ..
وعاد الشرطي للاستغراب وهو يقول لزياد : هل أنت متأكد أنك رأيت ذلك الرجل ...
جن جنون زياد وهو يقسم للشرطي أنه راه بعينيه ..
ولايمكن أن يخطي مارآه ..
نهض الشرطي من مكانه وبدأ بالدوران في المكان ..
وكأنه يفكر بعمق ..
ثم خاطب زياد قائلا :
هل تصدق ؟؟
أنت تعيدني الى ماقبل 7 سنوت تقريبا مضت ..
كانت هناك قضية باشرتها لشاب كان يدعي ان صديقه ووالده اختفوا ..
وانهم في مزرعة مهجورة وانه طارده مجهولون ودخل مقبرة وكتاب مقدس واشياء غريبة قريبة مما ترويه الان ..
كان زياد يتابع حديثه بأهتمام ..
والشرطي يستطرد : اتذكر تلك الليلة التي جاء الينا فيها وقال أنهم يطاردونه ..
وبدأ بذكر اماكن واشخاص بحثنا عنها ولم يكن لهم وجود أبدا ..
اتذكر الشي الوحيد الغريب الذي وجدناه هو سيارته ولكنها كانت في منطقة بعيدة وداخل احدى المقابر ..
والاغرب كانت تستقر بمقعدها الامامي يد كلب مقطوعة ..
لم يكد الشرطي يذكر تلك العبارة الاخيرة الا وقفز زياد من مكانها خوفا ..
وسأل الشرطي بشحوب : اتقول يد كلب ؟
قال الشرطي نعم يد كلب مقطوعة .. لماذا ؟؟
لم يجيب زياد بل طار بتفكيره بعيدا ..
الى حيث المكان الذي كان فيه قبل ساعات ..
حيث رأى ذلك الرجل الغامض يعالج قدم ذلك الكلب المقطوعة ..
نعم ..
أنها ذات المهمة ..
أنهم يتعرضون لما تعرض اليه ذلك الشاب الذي تكلم عنه الشرطي ..
ذلك الشاب لم يكن يكذب ..
بل أن من يطاردونه هم من جعلوا الناس يعتقدونه كاذبا ..
كان زياد يحلل هذه الامور وهو يعرف أن الخطر قادم ..
يل أن القصة بدأت للتو ..
وأن ......
" ماذا بها يد الكلب المقطوعة هل تذكرك بشي " ؟؟
انتزعت هذه العبارة زياد من شروده ..
فأستدرك زياد قائلا : لا لا ..
لاشي محدد ..
فقط أرجوك ياعمي قل لي ..
ذلك الشاب الذي تكلمت عنه ..
ماذا حصل له وأين هو وماأسمه ؟؟
بدأ الشرطي مستغربا وهو يجيب :
أتذكر أنه تم أيداعه مستشفى الامراض النفسية ..
لأن الاطباء أثبتوا وقتها أنه مريض بمرض أسمه " الفصام " *
_______________________________________
كل هذه المعلومات تجدها مفصلة في الجزء الاول من الرواية
_______________________________________
واعتقد أن أسمه كان ..
عبدالرحمن ..
لم يكد ينهي الشرطي هذه العبارة الا وقد قرر زياد وقتها ..
أن مفتاح اللغز لكل مايحصل هو هذا الشاب ..
نعم ..
مايتحدث عنه هذا الشرطي من احداث واجهها الشاب ربما كانت هي مفتاح كل مانعانيه ..
من المؤكد أن ذلك الشاب لديه الكثير ..
وشاهد ورأى الكثير ..
والفكرة من محاولة عزله في ذلك المستشفى ماهي الا محاولة من تلك الاطراف التي تطارده لاخفاء كل الحقائق ..
وربما اختفاء ايمن الان جزء من هذا العبث ..
لذلك لابد من مقابلة هذا الشاب ..
لابد ..
وأنطلق زياد تاركا ذلك الشرطي ..
أنطلق ليجد وسيلة لمقابلة المدعو عبدالرحمن ..
في ذلك المستشفى ..
المقطع الثالث : سجين المستشفى :
كانت عقارب الساعة تشير الى الثامنة صباحا ..
وهاهو زياد ينتظر أمام مكتب الشرطي خالد صديق والده ..
زياد لم يذق طعم النوم ليلة الامس ..
فقط قضى ليلة طويلة كان يفكر فيها ويستعيد شريط الاحداث ومامر عليه ..
اختفاء صديقه ايمن ..
ثم البحث عنه ..
والنافذة التي في غرفته والسلم الذي يتدلى منها الى ذلك البيت المهجور ..
وماراه داخل ذلك المنزل ..
وكيف أن تفتيش رجال الشرطة أثبت خلو المنزل من الحياة ..
كلها عوامل وأحداث تكاد تشعره بالجنون ..
نفض زياد عنه هذه الافكار وهو يشاهد الشرطي خالد قادما ..
نهض زياد وصافح الشرطي ثم رافقه الى مكتبه ..
كان زياد يمني نفسه بأن يمنحه الشرطي خالد أمرا للمستشفى بأطلاق المدعو عبدالرحمن أو على الاقل الأذن بالزيارة المتكررة ..
شي ما يلح بداخله ان عبدالرحمن هذا هو مفتاح اللغز ..
قاطع الفكرة هذه الشرطي خالد وهو يقول ..
سأرافقك يازياد الى المستشفى حتى تحظى بزيارة المدعو عبدالرحمن ..
لم يكن يشغل زياد وقتها سوى امر واحد ..
أن يرى عبدالرحمن كيفما كانت الطريقة ..
لم تمض سوى دقائق وزياد يرافق الشرطي خالد متجهين صوب ذلك المستشفى ..
المستشفى الخاص بالمرضى النفسيين ..
كان الصمت يخيم على الوجوه طوال الرحلة ..
وصل الجميع الى بوابة المستشفى ..
تجاوز الشرطي وزياد البوابة الرئيسية ..
وصلا الى جناح فخم وخاص ..
اللوحة المثبتة اعلى الباب كانت تشير الى انه قسم الادارة ..
وماان رأى الشرطي خالد مدير المستشفى حتى أتجه اليه مسرعا ..
كانا يتبادلان العناق بحرارة ..
يبدو أن العمل خلق بينهم نوعا من الود والاحترام والتقدير ..
بادر مدير المستشفى الشرطي بسؤاله : أي رياح طيبة تلقي بالسيد خالد في مستشفانا ؟؟
رد الشرطي خالد بأبتسامة كبيرة وهو يقول : لاأظنها طيبة أبدا ..
أستغرب المدير وتحولت لهجته الى الجدية وهو يقول : ماالامر ياخالد ؟
تنهد الشرطي وهو يقول : أتتذكر ذلك المريض الذي جاءكم قبل 7 سنوات الى جناح الحالات الحرجة ..
تساءل المدير : من تقصد بالضبط ؟؟
قال الشرطي : فتى كان أسمه عبدالرحمن وكان يقسم بوجود اماكن واناس تتابعه ومخلوقات تطارده وكان كل هذا كما قال الاطباء مجرد حالة " فصام " ..
بدأ المدير يسترجع تلك الاحداث ..
ثم قال اتبعوني ..
كان يتقدم الجميع الى مكتب خاص بملفات المرضى ..
بدأ يبحث في سجل المرضى القدامى ..
كانت عيناه تلتهم التواريخ ..
ثم ..
نعم هذا هو ملف المريض عبدالرحمن ...
وبدأ يفتح الملف ويقلب الاوراق ..
ثم قال : نعم حالة الفصام ..
قبل سبع سنوات ..
ولكن ياسادة ..
هذا المريض تعافى جيدا وغادر المصحة قبل 3 سنوات تقريبا ..
وغادرها وهو معافى تماما ..
وكانت صدمة للجميع بدون أستثناء ..
#######################
بدت صدمة مرعبة على وجوه زياد والشرطي خالد ..
عبدالرحمن تعافى وغادر المصحة ؟؟
قاطع الحديث الشرطي وهو يقول : واين ذهب الا تعرفون ؟؟
قال المدير : مثل هذه الحالات نحن عملنا ينتهي بتسليم المريض الذي تعافى الى جهات اخرى تعيد دمجه في المجتمع ..
ابحث في ملفات دائرة العمل والتوظيف وحتما سيدلونك على مكان عمله ..
لم يكن الشرطي خالد يرغب في اضاعة وقت اكبر ..
توجه هو وزياد فورا الى دائرة التوظيف ..
كان الشرطي خالد يحظى بعلاقات واسعة ..
قصد مدير ذلك الفرع ..
تصافحا بسرعة ثم طلب الشرطي خالد من مدير الدائرة البحث في الملفات عن وجهة شاب أسمه عبدالرحمن خرج قبل ثلاث سنين من المستشفى النفسي متعافي وجاء الى دائرتكم لطلب توظيفه ..
طلب منهم المدير أن يتبعوه ..
وصلوا الى أحدى المكاتب الجانبية ..
طلب المدير من الموظف البحث عن تلك الاوصاف ..
بدأ الموظف يعمل على جهاز حاسوب خاص ..
بدت المعلومات تنهمر ..
ثم ...
" نعم هذا هو الشخص المطلوب "
كرر الموظف هذه الجملة وهو يشير بيده الى شاشة الحاسوب ..
ثم اردف الموظف قائلا : هذا الشاب استلم وظيفة بائع في محل السعادة للحاسوب وخدمات البرمجة ..
لم يكد ينهي ذلك الموظف جملته الا وأنتفض زياد رعبا ..
نعم ..
رعب لاحدود له ..
اسم المحل الذي ذكره هذا الموظف هو نفسه ..
المحل الذي ابتاع منه ايمن حاسوبه ..
وهو نفسه المحل الذي شاهدا فيه المهندس الغامض والذي يفترض انه ميت ,,
أذن ماسر كل هذه الروابط ؟؟
هل عبدالرحمن صار الان في صف المجهولين بعد أن كان قبل قليل يبدو ضحية ؟؟
الامور تزداد تعقيدا ..
وتزداد غموضا ..
################
كان الشرطي خالد يتجه هو وزياد الى مقر ذلك المحل الذي أبتاع منه ايمن حاسوبه الجديد ..
من الواضح ان زياد لم يكن يشعر بما حوله ..
كان يغط في تفكير عميق ..
كان يحاول أن يجد رابطا يربط كل هذه الاحداث ؟؟
لم يجد أي شي يدله على أي رابط محدد ..
كانت السيارة قد بدأت تدخل الشارع الرئيسي المؤدي الى ذلك المحل ..
نعم ذلك المحل الذي يحمل كمية من الاسرار لانهائية ..
اولا المهندس الغامض ..
ثم رسالة كان يقول ايمن انها تصله ..
فاختفاء ايمن بعد تردده على هذا الموقع ..
والان يقولون ان ذاك المدعو عبدالرحمن يعمل هنا ..
هل يعقل أن يكون عبدالرحمن هو المهندس الغامض ؟؟
قطع سيل هذه الافكار صوت الشرطي خالد وهو يقول :
أستعد ايها البطل هاهو المحل المطلوب يقع خلف هذا الشارع ..
جهز نفسك لرؤية عبدالرحمن ..
لم يكد ينهي عبارته وينعطف بأتجاه المحل ألا وتطالعهم مفاجاءة جديدة ..
كان ذلك الشارع ملي بالمارة وسيارات الشرطة والاطفاء والاسعاف ..
بدأ الشرطي خالد وزياد النزول والاقتراب من موقع الزحام لرؤية مايحدث ..
كان زياد يتلهف لمعرفة مايحصل ..
بدأ يشق صفوف الحشود المجتمعة ..
حتى وصل الى مقدمة الحدث ..
وكم كانت الدهشة تملأ وجه زياد وهو يرى أمامه منظرا لم يتكن يتوقعه ..
كانت الحريق تلتهم ذلك المحل التهاما سريعا ..
نعم ..
محل الحاسوب الذي كان يريده ..
والذي بدأت فيه خيوط الغموض ..
هاهو الان يحترق تماما ..
حتى رجال الاطفاء يعجزون عن أخماد الحريق ..
وكأن هناك من يحاول أن يعبث بهم ..
كان زياد ينظر يعمق بأتجاه المحل وهو يحترق ..
وأطلق لنفسه التساؤل ..
هل هذا الحريق جاء مصادفة ؟؟
أم كان مدبرا ؟؟
هل هناك شخص يريد منعهم من الوصول الى شي ما ؟؟
وهل عبدالرحمن له علاقة بذلك ؟؟
################
بدأت فرق الاطفاء في الانتهاء من اخماد الحريق ..
كان زياد يقف بجانب الشرطي خالد وهو يتقدم الى ذلك المحل ..
لهفة زياد لدخول ذلك المحل كانت غير عادية ..
أقترب زياد أكثر وأكثر ..
كانت أضرار الحريق قد أتت على غالب المحل ومافيه ..
فضول زياد كان يجبره على المضي داخل ماتبقى من المحل ..
كان واضحا أنه يقصد تلك الجهة الخلفية من المحل والتي رأوا فيها ذلك المهندس أول مرة ..
وصل زياد وبدأ يتفحص المنطقة ..
كان واضحا أنها لم تصب بسؤ كبير كباقي المحل ..
بدأ زياد يتفحص بقايا تلك الاجهزة والاوراق التي كانت موجودة ..
كان يقلبها بسرعة ..
لم يكن هناك شي يلفت الانتباة ..
فتح أحد الادراج ووجد بها كومة جديدة من الورق ..
قلبها من جديد ..
كانت تبدو كنوع من المذكرات ..
لم يلفت نظر زياد أي شي مهم ..
قرر أن يعيدها الى ذلك الدرج ..
ثم ..
سقطت قصاصة صغيرة من بين تلك الاوراق ..
تناولها زياد بسرعة ..
وبدأ يحاول فهمها ..
كان واضحا من خلال تلك الرسوم البسيطة أنها خريطة ..
ولكن ..
ماهذا ...
أنها خريطة تشير الى منطقة بعيدة ..
ترى ماذا يريد راسم تلك الخريطة ..
والى ماذا كان يشير أو يرمز بهذه الخريطة ..
أدخل زياد الورقة ألى جيبه ..
وقرر الخروج من هذا المحل ..
ولم يكد يلتفت زياد ألا وصدمه المنظر ..
كان هناك شاب واقف خلفه تماما ..
وكان ينظر أليه بوحشية وهو يقول له ..
ماذا تفعل هنا ؟؟
وماهذه الورقة التي معك ؟؟
دب الرعب في جسد زياد وهو يقول : من أنت وماشأنك بها ؟؟
بدأ الغضب يزداد بعيني ذلك الشاب وهو يقول : لااريد منك شيئا فقط أعطني ماوجدت وأنصرف بسرعة ..
حاول زياد أن يمتص غضب ذلك الشاب وهو يقول :
ياأخي أرجوك ..
أن هنا لاني فقدت صديقي قبل أيام ..
وأحاول البحث عن أي شي يدلنا على مكان أختفاءه و ..
قاطع ذلك الشاب الحوار بسرعة وهو يقول :
أتقول صديقك أختفى ؟؟
بدأ الارتياح على وجه زياد وهو يقول نعم ..
وهذا المحل كان بداية اللغز ..
قاطع الشاب من جديد حديث زياد قائلا :
أرني ماذا وجدت في تلك القصاصة ؟
تردد زياد قليلا ثم أخرج القصاصة وناولها للشاب بحذر ..
تأملها الشاب قليلا ..
ثم بدأ عليه قلق الكون كله وهو يردد ..
أنهم هم من جديد ..
كنت أعلم أنهم سيواصلون البحث عن الكتاب ..
بدأ زياد غير مدرك لما يقول الشاب ..
ثم سأله بتردد : من تقصد ؟؟
وأي كتاب تعني ؟؟
لم يكد ينهي زياد جملته حتى وصل الشرطي خالد ..
وكان غاضبا جدا وهو يخاطب زياد : لماذا تركتني أبحث ....؟
لم يكمل الضابط خالد جملته ..
حتى أنعقد لسانه وهو يشاهد ذلك الشاب الواقف مع زياد ..
وردد بدهشة : عبدالرحمن !!
كيف جئت ألى هنا ؟؟
هوت صاعقة المفاجأة على زياد والشاب ..
ومرت فترة صمت قبل أن يقطعها سؤال الشاب :
من أنت وكيف تعرفني ؟؟
قال الشرطي : أنني أتذكر ملامحك جيدا منذ أن جئتنا في قسم الشرطة قبيل 7 سنوات ..
ومن خلالنا تم أيداعك ذلك المستشفى ..
الاتتذكرني ؟
كانت علامات عدم التصديق والارتياح تملأ محيا الشاب وهو يقول :
لا لست اتذكر تلك الاحداث جيدا ..
كان واضحا ان الشاب يحاول أنهاء هذا اللقاء فأستطرد بسرعة ..
أنا مشغول سأمضي ...
تبعه زياد وقال : ألى أين ؟؟
أنا هنا في هذا المكان بسببك ولأجلك ..
ردد عبدالرحمن بدهشة : لأجلي ؟؟
لماذا ؟
ماذا تريد مني ؟
وبدأ زياد يحكي القصة كاملة ..
قصة أختفاء أيمن ..
وقصة ذلك المهندس ..
وماراه في ذلك المنزل ..
كان عبدالرحمن يستمع بعمق ..
وبتركيز واضح ..
ولم يكد زياد ينهي سرده ألا وقال عبدالرحمن ..
أسمع أيها الشاب : أنا لااعرفك جيدا ..
وقد مررت بتجربة لن انساها ماحييت ..
وتعلمت منها أن لااثق بكل من حولي ..
قصتك أن كانت صحيحة فهي تعني ..
أن علينا أن نتبع هذه الخريطة ..
فقط سنكون طعم لأنهاء هدف يطلبه الاخرون ..
كان الاستغراب واضحا على زياد وهو يردد : الاخرون ؟؟
هز عبدالرحمن رأسه وهو يقول : نعم
الارواح الخبيثة ..
تريد الكتاب ..
وصديقك ..
لااظن أنها سيعود يوما ما ..
تماما كما فقدت أنا صديقي ووالده وكل من كنت أعرفهم ..
أنها رحلة سأخوضها أنا ليس بحثا عن صديقك ..
بل لأنهاء هذا الكتاب وحرقه وأبعاده عن هذه الارواح ..
قاطعه زياد : هذا هدفك أنت ..
أما أنا فسأرافقك فقط من أجل صديقي ..
ولاشي اخر ..
لايهمني هؤلاء ولا كتابهم ..
فقط أريد صديقي ..
مهما كان الثمن ..
كان عبدالرحمن وزياد يبتعدان عن المنطقة كاملة ..
وقد أتفقا على هدف واحد ..
أنه المكان المحدد في الخريطة ..
وهو مايعني ..
العودة من جديد ..
للرعب ..
والخوف ..
والغموض !!
###############
المقطع الرابع الخريطة :
كان زياد يسير مع عبدالرحمن مبتعدين عن ذلك المحل المحترق تماما ..
بدأ عبدالرحمن يسأل زياد : هل لديك شي تريد أن تقوله ؟
كان واضحا التردد على زياد وهو يقول : لا لاشي بالتحديد ..
رمقه عبدالرحمن بنظرة متفحصة ثم قال : أذن دعنا نذهب الان الى منزلي ثم بعدها نفكر ماذا سنفعل ..
بدأ القلق على وجه زياد وهو يقول : انا جئت الى هذا المحل لاجل البحث عنك ..
واريد انقاذ صديقي وليس الاستراحة في منزلك ..
توقف زياد فجأة عن المشي وهو يصرخ في عبدالرحمن وممسكا تلك الخريطة التي وجدها بالمحل ..
الا تسمع ليس لدينا وقت للاستراحة يجب ان نصل للموقع الموضح بالخريطة هذه ..
تجاهله عبدالرحمن وهو يواصل سيره بلا أهتمام ..
ثم توقف عبدالرحمن والتفت الى الخلف وقال :
يازياد اترى تلك الخريطة التي تمسكها بيديك ..
أنها خريطة لمقبرة تقع في الجزء الشمالي من البلاد ..
اتفهم ؟؟
الجزء الشمالي مايعني السفر لايام ..
ثم أن هذه المقبرة عرفت بعد خروجي من المستشفى أن الشرطة وجدوا سيارتي هناك عند بوابتها ..
في تلك المناطق البعيدة بينما انا اوقفت سيارتي حينها امام مزرعة قديمة داخل بلدة لاتبعد سوى كيلو مترات بسيطة من هنا ..
كانت الدهشة واضحة على محيا زياد ..
فالكلام الذي يقوله عبدالرحمن واقعي وصحيح ..
أنهم يواجهون شي ليس بالهين ..
ليسوا أمام عقل بشري ..
أو لغز يدرك أبعاده الانسان البسيط ..
أنهم في صراع ..
نعم صراع مع عالم خفي ..
عالم الجن ..
وليت انهم أي مجموعة كانت من الجن ..
بل أنهم من شرار الجن وأسؤهم ..
أنتبه زياد الى أن عبدالرحمن كان يواصل سيره غير مبال به ...
بدأ ينادي : عبدالرحمن ..
عبدالرحمن أنتظرني ساتي معك أنتظر ..
وأنطلقا سوية الى منزل عبدالرحمن ..
وكان الاثنان يتفقان على الحيرة ..
فكلاهما لايعلم ماذا يفعل ..
فالامر محير ..
محير جدا ..
#######################
كان عبدالرحمن يقدم القهوة لزياد وهو يقول مازحا :
أعلم أنك تضحك كثيرا على مقولة منزلي ..
منزلي هذا هو مجرد غرفة صغيرة ودورة مياة وهذا المطبخ المتواضع ..
أبتسم زياد وهو يقول : هل تصدق ياعبدالرحمن ؟؟
كنت في صراع بيني وبين نفسي في الحضور معك الى هنا ..
كنت أقول لماذا لايكون عبدالرحمن واحدا منهم ..
ثم أصدقني ياعبدالرحمن ؟؟
ماذا كنت تقصد بعبارتك التي قلت فيها أنك بعد تجربتك أصبحت لاتثق بأحد ؟؟
هل كنت تشك فيني ؟؟
كانت علامات الشرود واضحة على عبدالرحمن وهو يقول :
لا ..
كنت أقصد ذلك الشرطي الذي كان يرافقك ..
هل تعرفه جيدا ؟؟
رد زياد بسرعة : أنه صديق والدي منذ زمن بعيد ..
قال عبدالرحمن محذرا ..
أنتبه ..
أنا في حادثتي الاولى كل من كانوا أقرب وأعز الناس لي ..
تغيروا ..
وصاروا منهم ..
ولم يعد للكثير منهم أثر ..
كان التأثر واضحا على زياد وهو يقول :
ربما أن مطارديك هم من كانوا يتشكلوا على هيئة هؤلاء الاحبة ..
قال عبدالرحمن وهو يتذكر بمرارة :
يازياد لقد قضيت بذلك المستشفى الكئيب اياما كانت كافية للقضاء على مجموعة من البشر وليس انسان ..
وهل تصدق بعد خروجي من المستشفى ذهبت لأبحث عن كل من كنت أحبهم فلم أجد أحدا ..
حتى تخيل منزلي السابق ..
وجدت مكانه حديقة جديدة ...
كان يضحك عبدالرحمن كمن أعتاد هذه الاشياء ولم يعد يبالي بها ..
بينما كان زياد يراقبه بخوف ..
حاول زياد تغيير دفة الحديث وهو يقول :
يبدو أن صديق والدي الشرطي خالد قد فتح عليك بابا من الشكوك ..
رد عبدالرحمن بسرعة :
لا ..
ولكن تجربتي السابقة جعلتني اشك بكل رجل شرطة أراه ..
أندهش زياد وهو يعقب : لماذا ماذا فعلوا لك ؟؟
قال عبدالرحمن :
أذكر خلال تلك الاحداث التي خضتها ..
كنت عائدا للرياض واستوقفني رجل شرطة بسبب السرعة ..
وتركني أذهب ..
كنت اشك بوضعه كثيرا ..
وبعد هروبي ذات الليلة من تلك المزرعة المهجورة وحيث كنت أهم بالخروج بالمنطقة ..
وجدت سيارة شرطة فركبتها هاربا ..
ثم تخيل وجدت سائقها مرميا ومقتولا وكان قاتله زميله الذي حادثني في بداية الليلة وانا عائد الى الرياض ..
قاطعه زياد : كيف عرفت أنه هو قاتل السائق ؟؟
أبتسم عبدالرحمن وهو يقول :
لأني لم أكد أرى هذا المقتول وأتجانبه حتى لاأدهسه ..
أذا بذلك الشرطي يلحقني محاولا التعلق بالسيارة ..
وفعلا نجح بالتعلق ولكن سبحان الله ..
قذفت يده المتثبتة بزجاج السيارة بزجاجة كان فيها ماء طاهر ذكر فيه اسم الله ..
وتخيل يازياد ..
يده قطعت تماما ..
وسقطت أمامي * ..
________________________________________
* راجع الجزء الاول من الرواية للحصول على تفاصيل أكثر ..
_______________________________________
كان زياد يتابع عبدالرحمن وكأنه يتابع فيلما سينمائي ..
كان مشدودا وهو يقول لعبدالرحمن ..
وماذا حدث بعدها ؟؟
قال عبدالرحمن : يقولون أن سيارتي التي تركتها في المزرعة وقت خروجي وجدوها هناك في المناطق الشمالية التي تريدنا الخريطة أن نذهب أليها ..
قال زياد : ولكن كيف حصل ذلك ؟؟
تجاهل عبدالرحمن هذا السؤال وهو يواصل ..
المضحك أنهم يقولون أنهم وجدوا يد كلب مقطوعة في سيارتي ..
لاحظ عبدالرحمن الرعب والصدمة التي أصابت زياد وقت ذكره هذه العبارة ..
فقال له : ماذا بك ؟؟
قال زياد : أتقول يد كلب مقطوعة ؟؟
قال : عبدالرحمن نعم
عاد زياد يسأل : أنت تقول يد الشرطي قطعت في سيارة الشرطة ..
ثم وجدوا يد كلب في سيارتك ؟؟
ضحك عبدالرحمن وهو يقول : نعم ربما بعد أن قطعت يد الشرطي وضعوا يد كلب في سيارتي ليذكروني بأنهم يريدون يد الشرطي المقطوعة ..
وكان يواصل ضحكه عبدالرحمن ..
ثم ..
لاحظ الخوف على وجه زياد وقال له : ماذا بك ؟
لماذا أنت قلق ؟؟
قال زياد : عبدالرحمن ..
ذلك الشرطي هو نفس الكلب الذي كان يعالجه ذلك المهندس الغامض في ذلك البيت المهجور الذي نزلت اليه من نافذة غرفة ايمن ...
بدأ عبدالرحمن مهتما وهو يسأل : كيف ذلك ؟؟
لقد قطعت يد بشرية ..
ثم أي منزل الذي تتحدث أنت عن نزولك له ؟؟
بدأ زياد يروي قصة البيت المهجور الذي نزل اليه من منزل صديقه ايمن ..
وواصل زياد : لكن ذلك المهندس كان يحادث الكلب ويقول له انه السبب وانك ياعبدالرحمن قطعت يده وانه سياخذ بحقه منك ...
أذن ياعبدالرحمن نستنتج ..
أن ذلك الكلب هو الشرطي الذي واجهك ..
هل رأيت ياعبدالرحمن أنهم يتبدلون كيفما يشاءون ..
بدأ الاقتناع واضحا على وجه عبدالرحمن وهو يردد :
ولكن هذه الاحداث مرت عليها سنين ألم تنتهي معاناة القطع بعد ؟؟
قال زياد : أنه عالمهم الغامض ياعبدالرحمن ..
لاندري ماذا يحوي ..
أننا لانعلم عنهم الا قليل ..
بل انه مجرد حفنة من قطرات بحر كامل ..
عاد عبدالرحمن ليسأل زياد : ماذا كان يقول أيضا ذلك الرجل الذي رأيته ..
قال زياد : كلمات غير مفهومة ..
يقول لانريد أن نضيع الفرصة ..
وتحدث عن ان الامور ستنتهي بحلول قمر ليلة السابع من الشهر ..
وأن هناك ....
قاطعه عبدالرحمن : لا ..
لايمكن ..
قال زياد : ماهو الغير ممكن ؟
تابع عبدالرحمن : اليوم هو السابع من الشهر ..
وهذا يعني أن الكتاب سيكون بيديهم الليلة وهذا شي يجب أن لايتم ..
بدأ الخوف يعود لزياد وهو يتذكر أن فعلا اليوم هو السابع من الشهر ..
ثم قال لعبدالرحمن : حتى الوقت لم يعد كافيا للسفر الى تلك المقبرة ..
كان عبدالرحمن واقفا أما نافذة شقته الصغيرة غير مبال بما يقوله زياد ..
عاد زياد ليقول : عبدالرحمن ..
ماالحل ؟؟
كان واضحا أن عبدالرحمن لم يسمعه تماما ..
بل كان بعيدا ..
بعيدا جدا ..
ويفكر بعمق ..
ماالحل ؟؟
ماالحل ؟؟
###########
###############